التفاسير

< >
عرض

وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ
٦٠
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ } الارواح الخاصة مشارب العارف في بحار الذات والصفات يعرف كلّ واحدٍ منها مَوْرِدَها من الحق سبحانه وتعالى ومشربها بالتفاوت فبعضها في مقام الحيرة وبعضُها في مقام امنة وبعضها في مقام الوصلة وبعضها في مقام الفناء وبعضها في مقام البقاء وبعضها في مقام الجلال والجمال وبعضها في صرف الجبروت وبعهضا في عالم الملكوت وبعضها في مشاهدة القدس وبعضها في رياض الانس على حد مقامتها وتفاوتِ سَيْرِها وقيل فيه شرب كل احدٍ حيث انزله رائده فمن كان رائده نفسه فمشربه الدنيا ومن كان رائده قلبه فمشربه الاخرة ومن كان رائده لا سِرَّه فمشربه في الخضرة على المشاهدة حيث يقول وَسَقهم ربُّهم شراباً طهوراً طهّرهم به عَنْ كل ما سِوَاه.