التفاسير

< >
عرض

وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي
٢٩
-طه

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً } يعبر قولى لهم فانه يحسُّ مقالتى واشاراتى التى هى من مجمع بحار الكلام الازلى والشهود الابدى والاكوان مشغولاً عنك بغيرك هذا من عموم التفسير واشارات الحقائق اصفى من كل صفاء وهى ان موسى كليم الله عرف مكانه من مواجهة خطاب الازل ومشاهدة جلال القدم وبقائه ببقاء الحق مع الحق وانه يكون يضعف حدوثيته سوازيا لشهود القدم الى البقاء بصوف كشف الذات والصفات وانه يفنى باول برقة تتبرق من بروق انوار جلال الذات والصفات ولو كان موسى الف الف موسى وكل موسى فى موسى اعظم من العرش والكرسى والكون والكائنات ما فيها يضمحل فى صدرمة واحدة من سطوات الوهية الحق فسال ان يشرح صدره بنور تجلى والحق والازلى وبسطه ببسط الابدى حتى يكون صدره حاملا لتجلى جميع الذات والصفات فمن هذه الاشارة وقع سواله فى حيز الاستحالة لان الحق اجل من ان يكون ذاته وصفاته فى حيز علوم الحدثان وادراك اهل الزمان والمكان وقوله ويسر لى امر عليك الربوبية اى يسر لى الربوبية من حيث الاتصاف والاتحاد وهذا جرأة العشاق وقع ايضا هذا السوال فى محل الاستحالة لان الربوبيّة لا تفارق عن مصدر الازل واحلل عقدة من لسانى اى لسانى لسان الحدث ويدله بلسان قد وسى سبوحى صمدانى ربانى حتى اطيق ان اتكلم به معك كما تتكلم معى اذا كان فى لسانى لسانك اكون قادرا بان اخير عنك وصفك كما هو ولو اخبرهم عنك بلسانى كيف اخبرهم عنك بغير لسانى القدم مستحيلة ومقال الحسين لما ازال الحق عنه التوقف وجاء الى الله بالله ولم تبق عليه باقية بما يمتنع اقيم مقام المواجهة واطلق مصطنعه لسانه نظر الى اليق الاحوال به فسال مليكه شرح صدر وليتسع مقام المواجهة والمخاطبة ثم نظر الى اليق الاحوال به فاذا هو تيسر امره فسال ذلك على المتام ليترقى به حاله الى رفع المقام وهو المحيى الى الله بالله اهل بان من وصل اليه لا يعترض عليه عارضة بحال ثم نظر الى اليق الاحوال به فسال حل العقدة من لسانه ليكون اذ ذاك مالكا لنطقه وبيانه فلما اتمت له هذه الاحوال صلح للجئ الى الله وكان ممن فى المواقيت --- عنه الاحوال ولم يرها وذهب عن غيبة وظهوره وما عداهما الا كان للحق منه معه حتى يحقق بقوله { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ }.