التفاسير

< >
عرض

وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ
٨٢
-طه

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً } من كان له استعداد النظر الى عالم الغيب وباشر حظوظ النفس احتجب عنه فلما انقطع الى الله ينظر الله الى قلبه بنعت الاخلاص واليقين يكشف الله له انوار حضرته ويجذبه الى قربه فلما رجع اليه بالكلية لا يبالى الله سبحانه بما جرى عليه فى ايام الحجاب من احكام مقاديره لانه كان معذور من جهة جهله بالطريق فالنائب المنقطع الى الله والمؤمن العارف بالله العامل بالصالحات ترك ما دون الله فاذا كان كذلك فاهتدى بالله الى ما لله وما فى الله ويكون مغفور برحمته الله ومعصوما بعصمة الله قال ابن عطا فى قوله انى لغفار لمن تاب لمن رجع من طريق المخالفة الى طريق الموافقة وصدق موعود الله فيه وله واتبع السنة ثم اهتدى اقام على ذلك لا يطلب سواه مسلكا وطريقا.