التفاسير

< >
عرض

ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ
١
مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ
٢
لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
٣
-الأنبياء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (*)>ان الله سبحانه حذر الجمهور من مناقشته فى الحساب وزجرهم حتى ينتبهوا عن رقاد الغفلات وقرب الحساب اقرب من كل شئ منهم لو يعلمون فانه تعالى يحاسب العباد فى كل لمحة ونفس وحسابه ادق من الشعر واخفى من دبيب النمل على الصفا ولا يعرف ذلك الا المراقبون الذين يحاسبون انفسهم فى كل نفس وخطرة وهم فى غفلة فى حجاب عن مشاهدة الله معرضون عن طاعته اذ لاحظ لهم فى الطاعات ولا شرب لهم فى المشاهدات ويا غافل ----- حلاوة حساب الله ودقائق تعريفه مكان السهو والغلط تتحاسب نفسك فى كل نفس ما احلى خطابه الواعد فى تعيير العارفين وما اطيب مسامرته مع الصديقين فى مواخذته دقائق الخطرات كان بطون علم المجهول ----- الى ان هذا حركة جرسات الوصلة ولمعات زاد القربة كما قيل ويبقى الود ما بقى العتاب وقال بعضهم دنا او ان الانتباه وهم فى غفلتهم معرضون عن طريق التوبة والتغطية والانتباه قال بعضهم قرب ان اللقاء وهم فى غفلة عن استصلاح انفسهم لتلك الحضرة ثم وصف سبحانه القلوب الغافلة بقوله { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ } ساهية عن الذكر وحقايقه ولذته شاغلة بحظوظ نفسها محجوبة عن لقاء خالقها قال ابن عطا رضى عن طريق رشدهم وقال بعضهم غافلة عن مسالك اليقين وطريق المتقين قال الواسطى لاهية عن ---- والموارد والمبدأ والمنهى.