التفاسير

< >
عرض

كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
٣٥
-الأنبياء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } ذكر النفوس لا القلوب ولا الارواح لانها باقية يتجلى حيوة الحق لها فاذا انسخلت الارواح من الاشباح انهدمت جنابذ الهياكل ورجعت ارواح الى معادن الغيب لشهودها مشاهدة الرب قال الجنيد من كان بين طرفى فناء فهو فان وقال ايضا من كان حيوته بنفسه يكون مماته بذهاب روحه ومن كان حيوته بربه فانه ينقل من حيوة الطبع الى حيوة الاصل وهو الحيوة على حقيقة وافهم ان الموت بالحقيقة موت الفراق وفوت الوصال كما قيل الفوت اشد من الموت والموت موت الجهل والحياة حياة العلم والموت عبادة عن الفناء والحدثان وان كان موجود فهو بالحقيقة فان لان حقيقة البقاء لا تقع عليه لانه محدث والمحدث لا يستحق له حقيقة البقاء اذ بقاءه بالحق لا بنفسه والموت قهر غيره الازلى يطرى بالحدثان يدمّر وجودها حتى لا يبقى اسم المرسومات ونعت الموجودات الى ظهور الذات والصفات ثم ذكر ابتلاء الخلق بالخير والشر بقوله { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } بالقهر واللطف والفراق والوصال والاقبال والادبار والمحنة والعافية والجهل والعلم والنكرة والمعرفة قال اهل نبولكم بالشر وهو متابعة النفس فى الهوى بغير هدى والخير العصمة من العصمة والمعونة على الطاعة.