التفاسير

< >
عرض

وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
٤٧
-الأنبياء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله { وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } ان الله موازين عدله القديم لا تتغير بتغير الحدثان ولا برسوم الزمان والمكان وكل ميزان له موضع ومقام فمنها المعاشقين منها للعارفين منها للمحبين ومنها للمشتاقين ومنها للمستانسين ومنها للخاضعين ومنها للاواهين من غلبة قهر المواجيد ومنها للواجدين و منها للعالمين ومنها للباكين عليه منه فيزن بها معالى هممهم ومقادير محنهم فى زمان هجوانه واوان امتحانه فيوفيهم بجلال قدرته ما لا يحصر عدده من قرب مشاهدته وحسن وصاله فيفتح لهم خزائن جود الازل وله ميزان للعارفين يزن انفاسهم به يضع نفسا من انفاسهم المعجونة بنفس صبح روح الازل فى كفه ويضع جميع الجنان فى اخرى فيرجح ما فيه نفس العارف بحيث لا يبقى فى جنبه الحدثان لانها خرج من غيب الرحمن منور بنوره قال القسم الاعمال والموازين شتى والعدل ميزان الله فى الارض فنم وزن اعماله بميزان العدل فهو من العابدين ومن وزن حركاته بميزان العدل فهو من المحبين ومن وزن خطراته وانفاسه بميزان العدل فهو من العارفين وميزان العدل فى الدنيا ثلثة ميزان النفس والارواح وميزان للقلب والعقل وميزان للمعرفة والسر فميزان النفس والروح الامر والنهى وكفتاه الوعد والوعيد وميزان القلب والعقل الايمان والتوحيد وكفتاه الثواب والعقاب وميزان المعرفة والسر الرضا والسخط وكفتاه الهرب والطلب فمن وزن افعال النفس والروح بميزان الامر والنهى بكفة الكتاب والسنة يتال الدرجات فى الجنان من وزن حركات القلب والعقل بميزان الثواب والعقاب كفة الوعد والوعيد اصاب الدرجات ونجا من جميع المشقات ومن وزن هطرات المعرفة والسر بميزان الرضا والسخط بكفة الهرب والطلب نجا من الذى هرب ووصار الى ما طلب فيصير عيشه فى الدنيا على الهرب خروجه منها على الطلب وعاقبته الى --- الطرب من اراد الوصول الى المسبب فعليه الهرب من السبب فان السبب حجاب كل طالب.