التفاسير

< >
عرض

وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ
٨٩
-الأنبياء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً } ما اختلج فى سر الارادة من صميم سر سرى ان شيخ الانبياء عليه السّلام راى ما ورد عليه من انوار كبرياء الله وجلال عظمته وغر سلطانه فى مشاهدة ذاته فخاف من محل الاتحاد والاتصاف الذى يقتضى حلاوة شربه التفريد فى دعوى الانانية والربوبية فاستعاذ بالله ان يكون محتجبا به عنه فقال لا تذر فى فردا حين افردتنى بفرد انيتك فان ذلك على عارية تتصرف الى القدم والحدث ينصرف الى الحدث الا ترى كيف قال { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } ترث صفة بقائك بعد فنائى بغيرتك وايضا لا تذرنى فردا عنك بك حتى لا احتجب بك عن حقيقتك وايضا كان سره يتحرك من جذب اسرار مقادير القدم التى تجذب سره الى رؤية روح يحيى فى مكمن الغيب فافتقر الى الله بالسوال ادخال روحه فى هيكله ليكون سحر فى افشاء اسرار ربوبيته قال جعفر لا تجعلنى لا ممن لا سبيل له الى مناجاتك والتزين بزينة خدمتك وقال ايضا فردا عنك لا سبيل اليك وقال ابن عطا خاليا عن عصمتك وقال الجنيد خاليا عنك مشتغلا بشرعى سواك وقال الواسطى الفرد المعرض عن ذكر الله الغافل عنه.