التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَٰتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
٧٢
-الحج

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ } ان الله سبحانه بين ان شواهد الملك والملكوت كلها منتظر خطاب الازل لتسمع باسماع شائقة الى معادن الصفات واهل الارواح القدسية منتظرون بسمامع الغيب ليستمعوه باسماع غيبية ويعقوله بعقول ملكوتية فاذا خاطبهم الحق بلسان السفيرة تنجذب اسرارهم واسارار جميع الخليقة الى منازل وقوع الخطاب فيقع نوره الرحمانى علما فصارت موقع الخطاب منوره بنور الصفة وذلك النور يظهر بنعت الاستبشار فى وجوه العارفين لنظار الملكوت وينتشر نور الاكوان بجميع ذراتها من نور الخطاب واهل الغباوة والجهل المبعدون من ساحة كبرياء الازل يقوا فى ظلمات الجهالة وغبار القهريات تحت غشاء الضلالة فاسماعهم محجوبة بعوارض الامتحان عن سماع القرأن شواهد اسرارهم من ظلمة الاذكار وتظهر عن سواد وجوههم عند سماع الخطاب يعفها كل بصير بالله ومن كمال شقاوتهم لا يعرفون اصلا من اصل ونورا من نور وجلالا من جلال وقدما من قدم وازلاً من ازل كذلك مشاهدة اوجدتهم يا ليتهم يعرفون مصادر القهريات التى ---- الى ميادين الغفلة فانهم لو يبصرون معادن فطرتهم لا يخالفون ما يصدر من معادن اللطفيات فان جميع المصادر الازلية واحدة من جميع الوجوه قال ابو بكر بن ---- يتبين فى شواهد المعرضين عنا أثار الوحشة وظلمة المخالفة لان الظواهر انما اشرقت بالسر ----- بانوار الحق فمن كان سره فى ظلمة وانكار كيف ملوح أثار الانوار على مشاهدة وكل شاهد شاهد الاعراض والاكوان هو فى ظلمة حتى شاهد الحق ولا يشاهد معه غيره اذ ذاك يلوح عليه انوار مشاهدة الحق قال الله تعالى تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر.