التفاسير

< >
عرض

إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ
١٥
-النور

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } زجر المدعين الذين يتكلمون بلسان الصديقين ويخبرون بالتقليد عن احوال المقربين ويعتقدون ان ما يقولون حالهم ويكذبون على الله ويظنون ان لك ليس بعظيم حاشا ان يقع الزور والبهتان موقع الحقائق والعرفان وان يكون محالهم وبهتانهم ليس بعظيم عند الله اذ عظمه الله بقوله سبحانك هذا بهتان عظيم ثم اخبر ان ما عظمه فهم يصغرونه من جهلهم بغيرة الله بقوله { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } يا ليت لو يعلم المدعى الجاهل ان الكل مع شرائف احوالهم وفصاحة لسانهم فى التوحيد واطلاع قلوبهم على مراتب الحقيقة ----- تحت هذه الأية التى خبر عن غيرته بوصف جلاله وعزة عظمته بانه ممتنع بذاته عن مقالة كل وصف صفته وكل عارف بقلبه نعته اذ نعته ووصفه لا يدخلان تحت عبارة اهل الحدثان قال الحسين فى بعض مناجاته الهى انزهك عما يقول فيك اولياؤك واعداؤك جميعا وقال عبد الله بن مبارك ما ارى هذه الأية نزلت الا فيمن اعتاد الدعاوى العظيمة ويجترى على ربه فى الاخبار عن احوال الانبياء والاكابر ولا يمنعه عن ذلك هيبة ربه ولا حياؤه قال الترمذى من تهاون بما يجرى عليه من الدعاوى فقد صغر ما عظم الله ان الله يقول ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.