التفاسير

< >
عرض

وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً
٢٣
أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً
٢٤
-الفرقان

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } اخبر سبحانه من العمال واعمالهم التى عملوها بالرياء والسعة واستحسانهم ذلك من قصور نظرهم عن ادراك تنزيه ساحة كبرياء الحق الذى بوجوده مستغنى عن الكون واهله فلما استكثروها صارت هباء منثورا برياح الشرك والرياء اين هم من خوالص عبودية العارفين حتى تفنى عند ظهور عظمته وجلاله فرفعها الحق عن اعينهم وبقى فى عيونهم انوار عزته وجلال عظمته قال ابن عطا اطلعناهم على اعمالهم فطالعوها بعين الرضا فسقطوا عن عيننا بذلك وجعلنا اعمالهم هباء منثور ثم اخبر سبحانه عن مقامات المخلصين فى طاعته فى جوار جلاله بقوله { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } يعنى اصحاب جنان المشاهدة فى مستقر الوصلة ومقيل المداناة فى ظلال الجمال ابدا بلا تحويل ولا تبديل قال بعضهم فى دار القرار على ميعاد لقاء الجبار من غير خوف ولا زوال واحسن مقيلا استرواحا.