التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
١٠
قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ
١١
قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ
١٢
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ
١٣
وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ
١٤
قَالَ كَلاَّ فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ
١٥
-الشعراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } ناداه بنسات الوصال وكشف الجمال ثم امتحنه باعظم البلاء وهو صحبة الامتداد اظهار الربوبية وايجاد العبودية فاشفق موسى على خلقه بانهم ان كذبوه ملكوا لانه اخبر عن عظائم المقامات وحقائق الحالات بقوله { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } وخوفه كان شفقة عليهم قال ابن عطا امره بدعائهم الى توحيده وقد اشهده عظمته فى انفراده احاطه علمه وقدرته بعباده فقال انى اخاف ان يكذبون فنطق بخوفه بلسان اعظم الحق واجلاله خوفا من ان يرى تكذيبهم بمقال ورد عليهم من الحق خاف من استماعه انكارا واشفق عن مشاهدتهم على ذلك اكبار ولما استطاب موسى مقام المداناة والمناجاة مع الحق سبحانه تعالى بقوله { وَيَضِيقُ صَدْرِي } اى ضاق صدرى من حمل وارد كشف الالوهية ومن غابة سكرى بشراب المحبة والوصلة ونظر روحى الى جمال الديمومية لا ينطلق لسانى بابلاغ الرسالة ولا يحتمل صدرى ورحمة رويتهم { وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي } بالعبادتى عن مقامى بين يديك لهم قال الشبلى كذلك صفة من يحقق فى المحبة ان يضيق صدره عن حمل ما فيه من انواع المحن وبكل لسانه من الاخبار عن شئ منه ليخرج به فيموت فيها كمد او يعيش فيها فندا ولمّا طاب وقت موسى فى استماعه كلام الحق من الحق بلا واسطة وحصل له لذة الحضور والمشاهدة ثقل عليه احكام الرسالة مع الخلق وابلاغها اليهم فتعلل بقوله { فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } وليس بعجب طريان خوف الطبيعة وصفات البشرية على الانبياء فى الاصل فالمعرفة ثابت هذا شرط الانبساط والسؤال عن سر القدر هل يكون مقتولاً بيدهم بالحكم السابق فاخبره الحق سبحانه ان فرعون وقومه من الهالكين لاجل عصيانهم بقوله { قَالَ كَلاَّ فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ } اى من كنت معه بالنصر والظفر لا يخذله احد قال ابو بكر بن طاهر السوال سوال الحق تعالى عن عمله فاجابه كلا ثم بدا فقال اذهبا الأية تقدير بسواله اى هل فى سبق علمك وواجب حكمك ان يقتلون يستدل على ذلك بجواب الحق له كلا ثم خاطبه وبعثه بالرسالة وامرها باظهار الدلالة.