التفاسير

< >
عرض

قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٢٣
قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ
٢٤
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ
٢٥
قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ
٢٦
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ
٢٧
قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ
٢٨
-الشعراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } كان المعلون مشبّها لذلك قال وما رب العالمين اى اى شئ هو فوقع فى الخيال فاجابه موسى و{ قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ } اى موجد الاشياء بلا كيف وهو منزه عن التكييف والتصوير وزاد الحجة عليه من حيث قطع نسبة التسبيه عنه بقوله { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } اى ليس الخالق كالمخلوق اوجدكم واوجدا أباءكم من العدم بقوة القدم ومن كان قديما انقطع عنه اشارات الاوهام والخيال فلما سمع الملعون حجة كاملة وعلم ان حجته انطقع نسب موسى الى الجنون لما لم يكن له جواب لموسى وخاف لن يسقط من اعين قومه قال عمر والمكى علم فرعون ان الحجة قد وجبت فخاف الافتضاح عند قومه فاعرض عن مسائلة موسى ورجع الى قومه وقال ان رسولكم الذى ارسل اليكم لمجنون قال موسى رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون تبين بذلك حجته وظهرا ---- فى انقطاعه فثبت الحجة عليه اذ لم يدفع الحجة بحجة والاشارة فى قوله { قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ } مشرق قلوب العارفين يشرق بطلوع شمس تجلى الصفات والذات ومغرب نفوسهم التى هى معدن ظلمات قهره حين ابتلاهم بالاستتار اجد التجلى قال ابن عطا منور قلوب اوليائه بالايمان ومشرق ظواهرهم به ومظلم قلوب اعدائه بالكفر والعصيان ومظهر أثار تلك الظلم على هياكلهم.