التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
٧
-النمل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } كان موسى فى بداية حاله فى مقام العشق والمحبة وكان اكثر احوال مكاشف فى مقام التباس فلما حان بدر وكشفه جعل سبحانه الشجرة والنار مرأة فعلية فتجلى بجلاله وجماله من ذاته سبحانه لموسى واوقع موسى فى رسوم الانسانية حتى لا يفزع ويدنى من النار والشجرة ثم ناداه منها بعد ان كاشف الله مشاهدة جلاله ولولا ذلك لفنى موسى فى اوّل سطوات عظمته وعزته ومعنى بورك من فى الناس انه تعالى وتقدس عن المثال والخيال اراد به نفسه المقدس الذى يزيد بركة مشاهدة موسى فالندامة وهو كلامه السرمدى المبارك ذاته وصفاته بورك قدس عن اشارة كل مشبهى اشار اليه بالاماكن للجهات هو تعالى تجلى بوصف النار والنور من الشجرة والطور ذاته وصفاته منزه عن الجعلة وهو نادران يرى نفسه لعاشقه بكل ما يليق بحاله ولم يتجلى له صرفا من عزة ذاته وجلال صفاته لا يحتملها الكون والكائنات باسرها بل هذا تربية العاشق ربما يرى نفسه من شجرة وربما يرى نفسه من الشمس والقمر والكواكب وغيرها من أيات ملكوت السماوات والارض لذلك قال ابراهيم هذا ربى وقال عليه السّلام ان الله تعالى يرى هيئة ذاته كيف شاء ويجوز ان تكل البركة تعود الى موسى من مشاهدة من النار وفى كل موضع تظهر بكرة كشف مشاهدة الحق يكون مباركا بركة الا ترى الى قول القائل

اذا نزلت سلمى بواد فماؤها زلال وسلسال وشيحانها ورد

قال ابن عطا اصبتك بركة النار بموارد الانوار عليك ومخاطبة الحق اياك فانك انست فى الزاهر نار وانست به وكان فى الحقيقة انوار فازال عنك انسك بها وخصك بالانس بنورها فكلمك وثبتك عند الكلام خصصت بها من بين جميع الرسل.