التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ قُل رَّبِّيۤ أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٨٥
-القصص

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ } ان الله سبحانه خلق روح المصطفى صلى الله عليه وسلم بين قرين نور الجمال ونور الجلال حين اظهر ذاته سبحانه فوصل نور الذات الى نور الجمال والجلال ثم تجلى من جميع الصفات والذات بين الجلال والجمال المكمن غيب الغيب فظهر روحه عليه السّلام وصار اهلا للقران لانه كان مخصوصا باهلية روية الذات والصفات جميعا فنزل القرأن على معدن اهلية لياخذه ويرجع به الى معدن الذى بدأ منه وهذا معنى قوله تعالى ان الذى فرض عليك القرأن لرادك على معاد اى ان الذى خاطبك بكلامه القديم لرادك اليه بمراكب القرأن وذلك المعدن معدن التنزيه المنزه عن التشاكل والتباعد والاجتماع والافراق نظر الى شوقك فى قلبك الى معدنك من عالم الملكوت والجبروت بردك بانوار صفاته الى مشاهدات ذاته تعالى الله من اشارة الزنادقة والثنوبين لذلك قال عليه السّلام حب الوطن من الايمان قال الوساطى فى قوله لرادك الى معاد قال مجالسة ليلة المسرى ومالى مخاطبات الروح بالقرأن قال ابن عطا الذى يسر عليك القرأن قادران يروك الى وطنك الذى منه ظهرت حتى تشاهده بسرك على دوام اوقات لك قال الحسين ان الذى فوقك برسم الابلاغ الى الخلق سيردك الى معنى الجمع بالفناء عن ملاحظاتهم والترسم معهم على حد الابلاغ برسومهم ويخصصك بالمقام الاخص والبيان الاخلص وقال ابن عطا الذى حفظك فى اوقات المخاطبة لرادك الى وطنك من المشاهدة قال الواسطى الى حيث شاهد روحك الى الكرم الذى اظهرك منه قال الاستاذ ان الذى اقامك شواهد العبودية فيما اثبتك لرادك الى الفناء عنك بمحوك فى وجود الحقيقة.