التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٨
-القصص

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ } اطلع الحق على قلب حبيبه عليه السّلام وارى بحار عشقه ومحبته وشوقه ومعرفتك انسه وتوحيده وتفريده تكاد تموج بامواج الاتحاد والفردانية فى الانانية فاشهده على نفسه لا يتحرك من مقام الاتحاد فان ذلك ممكن عين الجمع ولا ينبغى ان يكون محجوبا عنه به بقوله ولا تدع مع الله الها أخر فان اتحادك وانانيتك صدرت من كشوف حلالى وجمالى ولا يبقى اثرها عنه بروز شطوات عظمته قدمى الا ترى كيف قال { إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } نفى عن ساحة كبريائه انانية كل عارف سكران وافنى مدارج التوحيد والمعارف فى سبحات ذاته بذاته بقوله { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } فاذا تبين الحقيقة للخليفة تفنى الخليفة فى الحقيقة ولا تبقى انانيته العارف فى الوهيته المعرف وتعالى الله عن الاضداد والانداد فقال الواسطى اذا تحقق ذلك عنده اخذ العبد من العبد لقيام الحق به قال ابن عطا فى كشف الذات هلكة ويحرقه قال الله تعالى كل شئ هالك الا وجهه.