التفاسير

< >
عرض

ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
٤٥
-العنكبوت

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } حقيقة الصلاة حضور القلب بنعت الذكر والمراقبة بنعت الفكر فالذكر فى الصلاة يطرد الغفلة التى هى ---- والفكر يطرد الخواطر المذمومة وهى المنكر هذا فى الصلاة وبعد الصلاة تنهى الصلاة الحقيقة التى تنهى صاحبها عن رؤية الاعمال والاعواض فاذا كان كذلك الصلاة تكون قرة عيون العارفين بقوله عليه السلام قرة عينى فى الصلاة وقال ابن عطا بركات الصلاة تذهب عقاب الفحشاء ونيات المنكر قال جعفر الصلاة اذا كانت مقبولة فانها تنهى عن مطالعات الاعمال وطلب الاعواض قوله تعالى { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } للعارف ذكر خالص فى السر غير مشوب بحركات الصورة وذلك نوره صدر من انوار كشوف صفات الحق حين اظهر جلاله وجماله لروحه وله ذكر مشوب بالاعمال الظاهرة مثل الصلاة وجميع الاعمال والذكر الاول اصفى واجل لذلك قال ولذكر الله اكبر لانه غير مكتسب مقدس عن العلل وايضا ذكر الله الازلى للعارف حين اصطفاه بمعرفته اكبر واعظم من ان يدركه احد بالكسب والاعمال وان يلحقه نقض او نقص من جهة الحدث واذا قلت ذكر الله للعباد اكبر من ذكر العباد له قابلت الحادث بالقديم وكيف تقول الله احسن من الخلق ولا يوازى قدمه الا قدمه ولا يقابل ذكره الا ذكره وانى يكون الاكوان والحدثان فى سرادق الرحمن وكيف يبقى الكون فى سطوات الكون قال الواسطى من شاهد نفسه فى ذكره فقد شهد نفسه فى مقابلة من لا يقابله شئ والله يقول وذكر الله اكبر من ان يكون احد فيه بحق العبودية فكيف بحقوق الربوبية قال ايضا ذكر الله لكم فى الازل اكبر واحكم واقدم واتم وقال ابن عطا ذكر الله اكبر من ذكركم لان ذكره بلا علة وذكركم مشوب بالعلل الامانى والسؤال قال القاسم ذكر الله اكبر من ان حيويه افهامكم وعقولكم وحقيقة الذكر طرد الغفلة واذا لم تكن الغفلة فما وجه الذكر لانه اكبر من ان يحلقه ذكر او يدينه اشارة لان الاشارة يطلب الاين والاين يلحقه الحين وقال الاستاذ لذكر الله اكبر من ان يعرف قدره احلا واكبر من ان يعارضه ذكر ويقال ذكر الله اكبر من ان يبقى معه وحشة.