التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ
١٠٦
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } اى تبيض وجوه الصادقين فى دعوى المحبة بنورا لمشاهدة حيث طلعت شمس مشرق الازل من مطالع القدم فانورت يتجلى الجمال وجوها مغفرة بتارب جناب الحضرة عشقا وشوقا والبستها نورا من نورها حتى رات بنور القدم جمال القدم وهى مشرفة يحلال ربها مسفرة بضياء قربه مستبشرة فى روية وصاله ناضرة بتبسم افواه الرضوان الاكبر فيها ناظرة من ربها الى ربها قال تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة واليوم تلك الانوار ظاهرة فى وجوه من تكون هذه النعوت والاوصاف لهم غدا قال الله تعالى سيماهم فى وجوههم من اثر السجود وقال تعرفهم بسمهم تلك سمات وجوه الاولياء الذين اذا رايتهم رايت نعيما وملكا كبيرا لانهم مراة الحق يتجلى منهم بدلاله للخلق قوله تعالى وتسود وجوه اى وجوه المدعين مقامات الاولياء باظهار التقشف بين الخلق وخروجهم بزى الصادقين وطلبهم به استحسان الخلق وصرف وجوههم اليهم وعداوتهم امناء الله فى الارض حين تخرج رجال الله من حضرة الله ركبانا على بجانب النور على رؤسهم يتجان الوقار فى ميادين السر وغاراتهم عصاة امة محمد صلى الله عليه وسلم من اسواق القيامة ويدخلون بهم الجنان بلا اذن الرضوان تسود وجوه السالوسين المدعين عند تلك الوجوه على رؤس الاشهاد باحتجابهم عن مشاهدة الله وصحبته اهل الحضرة قال تعالى { { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } قال محمد بن على تبيض وجوه بتطرهم الى مولاهم وتسود وجوه باحتجابهم منه.