التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
١٣٦
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

من خرج من درك الامتحان بشرط الوفاء التقديس عن اخلاق النفس والهوى ودخل بشرط روية التقصير بنعت الحياء والخجل فى ميادين الصدق والاخلاص فى المحبة والمعرفة وبذلك المهجة غرامة للمخالفة والاستغفار بعد الندم يجزيه الله برده الى فوق مقام الاول بوصوله الى مشاهدة قدسية جلالته ويفتح له كنوز مدخرات الغيب ويستانس بجنات المشاهدة والمداناة التى هى عيون صفات الذات تجرى منها انهار الاوصاف الازلية تسقيه من مروقات شوافى الجلال والجمال خالدين فيها لا بمكث ولا قطع ولا خطر الزمان ولا حجت المكان ولا تغير بعد ذلك نعم هذه النعمة من المنعم الكريم الوهاب للعالمين اى الواقفين بشرط الوفاء فى العشق على لحضرة القديمة بلا نفض فى العهود ولا سو فى الشهود وقال الاستاد فى قوله اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم اى بردهم الى شهود الربوبية وما سبق بهم عين الحسنى فى سابق القسمة وجنات تجرى من تحتها الانهر مؤجلا فى الفراديس ومعجلا فى روح المناجاة وتمام الانس.