التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ
١٣٨
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } ان كلام الحق سبحانه صفته الازلية مبين حقائق امور الكونين لمن له اهليته واهل القرأن من كان روحه جلالية وقلبه جماليا ونفسه مطمئة وسره قابل كل اشارة من احلق ولهذا الجنود اصطفائية بالمعارف والكواشف واذا كان الامر كذلك يتجلى الحق فى كلامه لاهل القرأن بنورين له مراد الله من خطابه يهديه الى كل صواب لانه مفتاح كنز القدم من وافقه يخرج له عروس الصفة القديمة من حجاب الحروف بكل مراد وصول به قال امير المؤمنين على بن ابى طالب كره الله وجهه ان اله تعالى يتجلى لعباده فى القرأن ومن له اهلية الصفة بادراك بينانها وله اهلية الذات بكشف جلاله تعالى قال النبى صلى الله عليه وسلم اهل الله وخاصته يقدرنى فى المقامات عنهم --- الخطاب من كتاب الله قوم يسمعون باسماع العقول امر واعتبار اوقوم يسمعون باسماع القلوب شوقا وحلاوة وقوم يسمعون باسماع الارواح محبة معرفة و---- وقوم يسمعون باسمع الاسرار بملاحظة الانوار كشفا وبيانا ولم ينكشف هذه الاسرار والوقائع الا للناس ومن لم يكن انسانا متخلقا بخلق أدم عليه السلام وما بقى من ميراثه من علم الاسماء والصفات يكون من النسناس لمن يلاحظ مشاهدة القرأن واسراره فان الله تبرك وتعالى اعملنا انه بيان للناس ولا للنسناس والناس من له وصف ما ذكرنا ويبقى بالله مما دون الله بما صرح الله فى بيانه قال بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين قال جعفر ظهر البيان للناس ولكن لا ينتبه الا من ايد منه بنور اليقين وطهارت السر الا يراه يقل وهدى وموعظة للمتقين الا ان هذا الاهتداء بهذا البيان والاتعاظ للمتقين الذين اتقوا كل شئ سواه وقال الاستاد بيان لقوم من حيث ادلة العقول والاخرين من حيث مكاشفة القلوب والاخرين من حيث تجلى الحق فى الاسرار.