التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ
١٥
ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ
١٦
ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ
١٧
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ } اى لن اتقى انه عما ----- لله جنات المقامات فى المداناة فان المتقى من الدنيا وشهواتها فله جنة اليقين وان تبقى المتقى من الاخرة دنة المكاشفة وان تبقى التقى من النفس فله جنة المشاهدة بنعت الرضا كما قال تعالى { { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } وقيل من عمل رجاء الجنة فان غاية بلوغه الى غاية رجائه من دخول الجنة ومن كانت معاملته على رؤية الرضا فان له الرضوان قال الله تعالى رضوان من الله اكبر قوله تعالى { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } بصير بالعباد فى تقلب ارواحهم فى عالم المكوت محترقات من سطوات انوار الجبروت حيا لجواره وشوقا الى لقائه يجازيهم بقدر همومها في صرف طلب وجه الازلى وجمال الابدى وقيل عالم بهمم العاملين وارادتهم قوله تعالى { ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ } الصابرين عن جميع حظوظهم لله والصادقين في معاملة الله والقانتين بنعت الرضا عن الله والمنفقين نفوسهم لله وبالله والمستغفرين عن التافتهم الى غي الله بالاسحار حين اشرقت انوار المشاهدة لاهل المكاشفة وايضا الصابرين عن الله بالله وبالله لله ولله فى الله ولله مع الله ولاصادقين فى دعوى محبة الله بنعت كشف مشاهدة الله والقانتنين بشرط الاخلاص فى عبودتيه لله المقصود والصادقين فى العهود القانتين لحفظ الحدود والمستغفرين عن اعمالهم واحوالهم عن استيلاء سلطان التوحيد وقيل الصابرين الذين صبروا على الطلب ولم يتعللوا بالهرب وملم يحتشوما من التعب وهجروا كل راحة وطرب يصبروا على لابلوى ورفضوا الشكوى حتى وصلوا الى الموتى ولم يقطعهم شئ من الدنيا والعقبى والصادقين الذين صدقوا فى الطلب فقصدو ثم وردوا ثم صدقوا حين شهدوا ثم صدقوا حتى وجدوا ثم صدقوا حتى فقد وااترتيهم قصود ثم ورد ثم شهود ثم وجود ثم خمود القانتين الذين لا زموا الباب داوموا على تجرع الاكتساب وترك المحاب بغض الاسحاب الى أن تحققوا بالاقتراب والمنفقين الذين جادوا بنفوسهم من حيث الاعمال ثم جادوا بميسورهم من الاموال ثم جاد وابقلوبهم بصدق الاحومال ثم جاد وابترك كل حظ لهم فى العاجل والاجل استهلاكا عن القرب فى الواصال بما لقوا من الاصطلام والاستيصال والمستغفرين عن جميع ذلك اذا رجعوا الى الصحو عند الاسحار يغنى ظهور الاسفار وهو فجر القلوب فلا فجر يظهر فى الاقطار وقال ابو عمر والمكى ليس الصبر ترك الاختيار على الله ولكن الصبر هو الثبات فيه وتلاقى بلائه بالرحب والرغبة وقال عمرو من صبر على رؤية المنة يكون تلذذا بالبلاء كتلذذه بالمنن اذ هما من عين واحد وقال جعفر الصبر ما كتب فيه محفوظا والتصبر فيه ما رددت فيه الى حالك وعجزك وقال ابن عطا الصابرون الذين صبروا بالله فى طاعة الله مع الله والصادقون هم الذين صدقوا ما عهدوا والله عليه عن صدق قولهم وعتماد صحيح وسر لا يشوبه بشئ والقانتون هم الذين اطاعوا فى سرهم وعلانيتهم والمستغفرون بالاسحار الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع وقال بعضهم الصابرين مع الله على موارد قضائه والصادقين فى توحيدهم والقانتين الراجعين اليه فى السراء والضراء والمنفقين ما سواه والمستغفرين بالاسحار من افعالهم واقوالهم وقال ابن عطا الصابرين الذين صبروا على مان امروا به والصادقين الذين صدقوا ما اقروا به من الميثاق الاول والقانتين القائمين لفنون العبادات والمنفقين الذين ينفقون انفسهم وارواحهم فى رضا مولاهم والمستغفرين بالاسحار الين لا يفترون عن خدمته بحال وقال ايضا الصابرين الذين حبسوا انفهسم على مطالعة المكاشفات والصادقين الذين صدقوا فى محبته والقانتين الذين ربطوا انفهسم بخدمته والمستغفرين بالاسحار لزموا الباب الى ان يؤذن لهم وقال ايضا لصبر مقام الممحبين والصدق مقام العارفين والقنوت مقام العابدين والانفاق مقام المريدين والاستغفار مقام المذنبين.