التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
١٧٥
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } قدس الحق سبحانه حضرة الكبرياء عن تهمة الاغيار ونفى الانداد عن ساحة الجلال قال خافون فى التفاتكم بالاسرار بنعت الخوف من الاغيار رفع ما استحق له عم نليسله اسحقاق وهوف العباد منه حقوق ربوبيته وليس فى هذا الخوف من الغير نصيب قرن الخوف والايمان محل البرهان عند وقوع الامتحان فاذا وقع نور المشاهدة تظهر انوار الهيبة وتذهب علة الخوف خوفهم بنفسه لامن عذابه اى من نظر الى غيرى بنعت اجلاله احتجب عنى به وانا ابقيه فى الخوف من غيرى وهو محل اشرك به اى من خافنى فهو فى محل الايمان ومن خاف غيرى فهو فى محل اشرك وهذا الشرك خفى قال الواسطى الخفو من شرط الايمان والخشية من شرط العلم واشارته فى ذلك الى قوله تعالى { { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } وقال ابن عطا ما دمتم متمسيكن بالطريقة فخافونى فمن ترك الخوف فقد ترك الطريقة المستقيمة.