التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ
١٨٧
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَإِذَ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } وان الله تعالى امر الصدقين الذين هم اصحاب الهام الخاصة والمحدثين والمكملين من المقرنين بان يظهروا بعض مقاماتهم التى بينهم وبين الله سباحنه وما يلق بفهم الطالبين ويعرفوا سيئات احوال اهل الولاية فى زمانهم للخلق يتركوا بهم ويصلوا الى الله ببركاتهم ولايعار عليهم وذنك صفة اهل الكمال من علماء المعرفة ولا يكونوا مداهنين فى كتمان مناقب الصديقين قيل اخذا لله المواثيق على عامة اولياء الله ان لا تخفوا كرامات الله عندهم فى من لا يفتتن بذلك ولا يتخذه دعوى وان يعلموا من قصدهم من المريدين الطريق الى الحق قوله تعالى { وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } هذا لمن يبلغ مقام الواصلين ولو وصل بما باعه بالحدثان وكيف يطيق ممن راه ان يشتغل بسواه ولم يصلوا مقاصد القوم وبقوا لى اول الطريق برهة من الدهر ولم تجدوا حلاوة الوصال فادعوا عند الخلق بالبلاغة والكمال وهم عملوا انهم لم يشاهدوا مواهب الله وكراماته باعوا ما ليس لهم ووقفوا فى تغير الله وخجلوا بين اولياء الله لانهم عرفوا حياتهم قبل ادعو ذلك لانفسهم وليفتتنوا به الخلق.