التفاسير

< >
عرض

رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ
١٩٤
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ } اى نحن احترقنا بنيران محبتك فاروحنا بحسن مشاهدتك التى وعدت روسلك بقولك للذين احسنوا الحسنى وزيادة وايضا أتنا وما وعدتنا بلسان رسلك ان من اتبعهم تعطية محبتك ونسيات أياتك وكراماتك حيث قلت قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله قوله تعالى { وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } اى لا تحجبنا بنعمتك عنك حيث يشتغل اهل الفريقين بانفسهم وهذا الدعاء من المعرفة تنزيه الازلية عن الحدوثية واستغناء الربوبية عن العبودية حتى لو يحرق جميع الانبياء والمرسلين لا يبالى بهم ولا تنقص من ملك جلاله ذرة لك عرفوا ما سبق لهم من حسن العناية فاستزادوا تواتر الانعام حيث تسلى الحق سبحانه قلوب الخائفين القانتين فى رؤية العظمة بقوله سبقت رحمتى عضبى قال الشيخ ابو عبد الرحمن اى لا تجاز باعمالنا وعد علينا بفضلك ورحمتك انك لا تخلف المعياد بقولك رحمتى سبقت غضبى وتفسير قوله { إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } عندى نفى علة الحدث عن ساحة الكبرياء لان نقص العهد من شواغل اهل العلة اى انت منزع عن خلق الوعد ونحن فى محل الا من ذلك فان اوصفا الحدثان لا تجرى على عزة كبريائك قال الاستاد فى هذه الاية اى حقق لنا ما وعدتنا على السنة الوسائط من كمال النعمى وتكفير السواى وغفران كل ما سبق من متابعات الهوى.