التفاسير

< >
عرض

تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
٢٧
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ } تولج دخان البشرية فى سلطان صفاء التوحيد وايضا تلاشى ظلمة النفوس فى انوار الارواح وايضا افنى ظلمة الطبائع فى صفاء القلوب وايضا تحرف سجوف ليالى الهجران بطلوع شموس العرفان وياضا تخرق حجب الحدوثية عند ظهور سناء قدس الصمدية وايضا ترفع قوام الملكوت حين تبرز انوار جمال الجبروت { وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } اى تفنى انوار الاسرار فى اطباق ظلمات الطباع وايضا اى تسبل حجاب الفناء على وجوه اهل البقاء وايضا يولج النهار فى الليل حين كسفت شمس المعرفة فى منازل النكرة وغلبت ظملة الفترة على نور المعاملة { وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } اى يخرج اشجار انوار المعرفة بكشف جمال المشاهدة من القلوب الميتة بتواتر الفترة وايضا يخرج ارواح القدسية باصوات جرس الوصلة عند غلبات الوجود من الاشباح المضمحلة تحت اثقال سلطان كشف توحيد الوحدانية الى فضاء السرمدية لتحول فى سرادق الكبرياء وخيام الملكوت طلبا لماشهدة جمال الجبروت وايضا يخدر العارف العاشق من العامى الغافل وايضا اى مياه دموع العارفين بنيران الوجد من قلوبهم الخيالية عن اثار المشاهدة { وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } اى العامى من الوالى الحى المعرفة ورؤية مشاهدة خالق الخلق جل وعز وياضا اذا يبست عيون المعرفة فى قلوب العرافين من حرارة امتحان القهر يخج منها حنظل الشرك مكان سكر التوحيد وعصاه الشك مكان نرجص اليقين واورقت فيها اشجار الغفلة باوراق هموم المذمومة ويبست حينها بانقطاع عنها صفاء المعاملة { وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } اى من هذه المقامات المختلفة بيغر رؤية والا تدبير الانسانية وايضا ترزق العارفين مقام المشاهدات وترزق المشتاقين مقام المكاشفات وترزق المحبين مقام المداناة وترزق الموحدين مقام البقاء والفناء والصحو والسكر والاتحاد وترزق العاشقين مقام الجمع والتفرقة وترزق الاحرار مقام التولين والتمكين بغير حساب اكثر من ان يحصى عدد اسرارها يعد حقائق انوارها.