التفاسير

< >
عرض

إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٥٩
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } خلق الله الارواح القدسية من معادن الربوبية وجللها بنور المشاهدة فصارت تلك الجواهر من اصل واحد وان كان تتفاوت فى المقامات وصورة البشريات فروح أدم من الملكوت خلق وجميع ذريته من الانبياء والصديقين معا فذكرا الله تعالى ما صنع بروح أدمن من تخصيصها بالقربة والكرامة والمشاهدة والعلم المكاشفة والتفريد والتوحيد فذكر ان روح عيسى فى منازل القربات مثل روح أدم بما ذكر من تخصيصها فقال لادم ونفخت فيه من روحى ومثل هذا قال لعيسى لكن شرف أدم بإضافة خلق صورته الى نفسه فقال خلقت بيدى وانه سجد له ملائكته تخصيصا وتشريفا من جميع الخلق لهذه المنزلة وقوله خلقه من تراب دفعا لتهمه الجهلة حتى لا يظنون قدحا فى الربوبية قال الاستاد --- بتطهر الروح عن التناسخ فى الاصلاب وافرد بصنعة اليد وعيسى بتخصيص نفخ الروح فه على وحه الاعزاز وهما وان كان كبيرى الشان فنقص الحدثان والمخلوقية لازم لهما قال الله تعالى { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }.