التفاسير

< >
عرض

يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
٧٤
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } الرحمة ههنا لنبوة والولاية يختص بها من يشاء من صفوة خلقه لان سبق عنايته قبل وجود المجاهدة والشواهد والبرايهن والكون والعلل فمن اشرقه نور المشاهدة وملأ سمع سره من خصائص الخطاب سكرت روحه من شراب الوصلة فانى له النظر الى نفسه ومعاملته ومجاهدته لان من النقص مراد وان ذلك ومحبوا وان اعتد ----- الاصل يقع على ثلثة احوال الاول وهو مكاشفة غيب الملكوت والثانى يقع على مشاهدة الجبروت والثالث يقع على مدارج المعرفة والتوحيد وهو اعلى واجل لان فيها السكر والبسط والصحو والانبساط والايجاب والانانية والفردنية والحرية والاتصاف بالربوبية وهذا اصل حقائق التمكين وتحقيق التوحيد وقال ابو عثمان امهل القول ليبقى معه رجاء الراجى وخوف الخائف وقال بعضهم ازال العلل فى العطايا والنفوس عن ملاحظات المجاهدات فاقطعهم عن الشواهد والموارد وقال سهل من نال الهداية والقربة نالها بربه لا بنفسه وقال الواسطى ارتفعت العلل فى العطايا وفيما اظهر من النعوت والخفايا وفتر النفوس عن مطالعات المجاهدات وكيف توسل المتوحد بالوسائل من اعمال البر بعد قوله يختص برحمته من تشاء وايقن بان لس اليه طريق بالشواهد والموارد والعوائد والفوائد وقال ابن عطا النبأ ان لا طريق اليه بالعائد والفوائد وقال الواسطى يختص برحمته من يشاء ان يكون بيحث كنت لا انت ويكون القائم هو لك بذاته ونعته وقال ايضا من تجلى له باحوال ليس كمن تجلى له بحالة واحدة كذلك يختلص برحمته من يشاء وقال ايضا لما ان يشاهدوا البرهان وعاينوا الفرقان فزعوا من صفاتهم الى صفاته ومن فعلهم الى فعله فسكنوا الى ما سبق حسناه حيث يقول ان الذين سبقت لهم منا الحسنى وقال ابو سعيد الحراز ان الرحمة ههنا فهم معانى السماع بالسمع الحقيقى وهو الذى خص به الحق خواص السادة من عباده وقال الفارس هو الهداية والخدمة والمشاهدة والولاية والنبوة والرسالة والا انه خصهم بما خصهم به ما ظهر عليهم من اثار الموافقة شئ قال ابو سعد الحراز اختص الله من عباده خواصا جعلهم اهل ولايته فقال يختص بحرمته من يشاء فطونى لهذا العبد الضعيف ما خباه به سيده من هذه الدرجة العظيمة وسئل ابن عطا ما الذى فترا العابدين عن عبادتهم قال قوله يختص برحمته من يشاء وقال بعضهم يختص برحمته من يشاء بمعرفة نعمه عليه والقيام بشكرها وقال الاستاد اى بنعمته من ياشاء فقوم اختصهم بنعنمة الارزاق وقوم اختص بنعمة الاخلاق وقوم اختصهم بنعمة العبادة وأخرين بنعمة الارادة وأخرين بتوفيق الظاهر وأخرين بتحقيق السرائر وأخرين بعطاء الايثار وأخرين يلقاء الاسرار قال الله تعالى وان تعدو نعمة الله لا تحصوها وقيل لما سمعوا قوله سبحانه يختص برحمته من يشاء علموا ان الواسئل ليس بها شئ وان الامر بالابتداء والمشية وقيل يختص برحمته من يشاء بالفهم عنه فيما يكاشفه به من الاسرار ويلقيقه اليه من فنون التعريفات.