التفاسير

< >
عرض

وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ
٨٠
-آل عمران

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً } لا يمنون عليكم بتعليمهم اياكم تزكوهم وتطردهم ولا تلتفتون باسرارهم الى تمكينهم ودرجاتهم ويعلمون انهم فى ديوان الالوهية والربوبية كل شئ فى كل شئ ولا ترون الكون مع ما فيه ومن فيه فى جنب عظمة الله تعالى الاكذرة السموات والارض ولا تتعرضون بامور انفسهم فى امر الله تعالى ويعلمون ان امر الحق غالب على جميع الامور فانهم مامورون كجميع الخلائق { أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } اى لا ياتون الى الخلق الا لتهذيب اسرارهم عن الاكوان والججثان فى خالص عبودية الرحمن ويخبرونهم عن اسرار الحقيقة وانوار الشريعة وعن وحدانية الله وقدس طرقاته وعز بقاء وجهه وحماله ويأمركم التمسك بحبل الله المتين وصرف الايمان بنعت اليقين وقاال ابن عطا موضعا للملاحظات وليس بايديهم من النفع والضر شئ فكيف لمن دونهم وقال الواسطى فى هذه الاية لاتحظرون باسراركم تعظيمهم ولا الكفر فى معاينهم واعلموا انما هى ربوبية تولدت عبودية وقال ابن عطا ايك ان تلاحظ مخلوقا وانت تجد الى ملاحظة الحق سبيلا قال الله تعالى الا يأمركم الاية وقال الواسطى فى هذه الآية محلا للمخطابات وموضعا للعاملات ايامركم بالتوسل الى من لا وسيلة له الا بالحق وقيل ايامركم بمطالعة الاشكال ونسبة الحدثان الا الامثال بعد ان لاح فى اسراركم انوار التوحيد وطلعت فى قلوبكم شموس التفريد.