التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ
٧
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٨
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٩
-السجدة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } اوجد الاشياء بامره والبسها نور امره واحسن خلقها بحسن فعله لا يدخل نقص القبح فى افعاله لانه احكمها وركبها ودبرها بعلمه الازلى وجلاله الابدى لا يرجع اليه علة ----قبيح من جهة الامتحان وحسن من حيث ------امر الرحمن ذكر الحسن فى جميع الاشياء ولم يذكر ها هنا فى الانسان ثم قال { وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ } وهم معدن الخصوصية المستعدة لمباشرة صفته بقوله وخلقت بيدى ثم ذكر تسويته بكمال الصفة بقوله { ثُمَّ سَوَّاهُ } سواه يتجلى انوار جميع صفاته حتى صدرت صورة أدم من الغيب منعوتا بانوار الصفات ومتصفا بسناها ثم ذكر اخص الخصائص وهو ما سقط من حسن تجلى ذاته فى صورته بقوله { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } حتى يكون ----- مشكاة انوار الذات والصفات ويفيض الحسن من أدم الى العالم لانه المعدن الثنى من الحسن والمعدن الاول من الحسن حسن الازل فان حسن يبقى فى حسن أدم وذريته ذكر حسن الاشياء ولم يذكر ههنا حسنه خيره لانه موضع محبته واخياره الازلية كقوله القائل

وكم ابصرت من حسن ولكن عليك من انور وقائع اختيار

قال الواسطى فى قوله ونفخت فيه من روحى ان روح اخرته على الارواح هو روح مكنه من صحبته وأثر لقربه وقال ايضا الجسم يستحسن المستحسنات والروح واحدية فردانية لا يستحسن شيئا ------ابدا وقال ابن عطا فى قوله ثم-----ونفخ فيه من روحه قومه بفنون الأداب ونفخ فيه الروح الخاص الذى فضله على سائر الارواح لما كان له عنده من محل التمكين وما كان فيه من تدبير الخلافة ومشافهة الخطاب قال الاستاذ احسن صورة كل احد فالعرش ياقوته حمراء الملائكة اولوا جنحة مثنى وثلاث ورباع وجبرئيل طاؤس الملائكة والحور العين كما فى الخبر من جمالها وشكلها والجنان كما فى الاخبار ونص القرأن فاذا انتهى الى الانسان قال وخلق الانسان من طين ولكن رضى الله عنهم ورضوا عنه وخلق الانسان من طيت ولكن قال فاذكرونى اذكركم.