التفاسير

< >
عرض

مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي ٱلسَّبِيلَ
٤
-الأحزاب

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } ان الله سبحانه اخبر القلب واحد لا يحتاج الى -----فان القلب خلق على استعداد قبول وقائع انوار جميع الذات والصفات وفيه عقل -------بحقيقتها ونفس هى مجرى الاقدار الفعلية القهرية من الله وفيه روح لطيف وقدس مخاطب من الله بجميع طرق المعارف وفيه سر هو مرأة كشوفات الغيب فاذا هوى القلب ميادين ربوبيتنا الازل والابد لا يحتاج الى شئ سواه فانه الكون الاصغر بالصورة وفى المعنى الكون الاكبر ومن عرفه فقد عرف الحق وعرف ما دونه من العرش الى الثرى فالقلب الحقيقى ما لم يكن بينه وبين الحق حجاب ولا يكون ليشغل بشئ سوى الله قال الصادق قلب يرى به امور الدنيا وقلب يعلم امور الأخرة وذو القلب -----السليم من كان قلبه حرا من الاشتغال بشئ سوى الحق { وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ } ما صدر من الحق فهو حق حقيقى لا يشرب بشئ من الحدثان من الهواجس والوسواس وهو يهدى بنفسه العارف الى سبيل معرفة الصفات ثم الى طرق معرفة الذات قال جعفر والله يقول الحق لانه الحق ومنه بدت الحقائق وكلامه حق.