التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٨٢
-يس

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } الفهم فيه ان الامر بالقول والقول القديم بسبب ايجاد الكون ولا يكون الكون الا بارادة المكون وارادته قبل الامر فلو كان القول وافق الارادة لصار الكون قديما لكن بقوته الازلية وجلاله الابدى اراد وجود الاشياء ويصد كونه الا وقت معين فالاشياء مطيعة له باجارة الازلى عليها وغلبة سلطانه على متون العدم بعزة القدم لا ارادة لها اذ الامر كله يتعلق بجبروته بقوله { فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } منزه عن النقائص الحديثة لا شريك له فى ملكه من قدرته بدأ الاشياء والى قدرته رجوع الاشياء قال الحسين ابدا الاكون كلها بقوله كن امانة لها تصغير ليعرف الخلق اهانتها فلا يركنوا اليها ويرجعوا الى مبدئها ومنشئها فشغل الحق زينة الكون فتركهم معه فاختار من خواصه خصوصا أعتقهم من رق الكون واحياهم به فلم يجعل للعلل عليهم سبيلا ولا للأثار منهم طريقا.