التفاسير

< >
عرض

وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ
٣٠

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ } ذكر منته على عشقه داود بعد جريان حكم القدر فى امر الامتحان الذى اخرج من نفس العشق والمحبة العبد المحمود بثناء الحق عينه بقوله { نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } وذلك انه لما خلعه الحق كسوة الربوبية نظر الى تلك ما نكسوه ولم يرضها لتقسمه شيئا علم انها هى الحق ظهر منه للعالمين احالها اليه بنعت رجوعه اليه فزعا خاشعا صابرا شاكرا مقرا بالعبودية وهذا وصف من البسه الحق لباس القدم فرجع منه اليه بنعت التضرع والفزع حيث قال اعوذ برضاك ممن سخطك واعوذ بمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك فرّمنه اليه بعد ذوق مباشرة الصفة قال انا العبد لا اله الا الله لانه كان عالما بخفيات مكر الازل ليس كمن سكر واختر بسكره فقال انا الحق فانه من اوائل قطرات جرمه اقداح افراحه التى امتلأت من اشربة بحار الازال والاباد فوصف الله سليمان بهذا الوصف لعلمه بمكره القديم قال بعضهم العبودية هى الذبول عند مراد الربوبية والخمود تحت صفات الالوهية وقال الاستاذ كان اوّابا الى الله رجاما فى جميع الاحوال فى النعمة بالشكر وفى المحنة بالصبر.