التفاسير

< >
عرض

وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ
٦

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله { أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ } وصف الله سبحانه ضعف قلوب الكافرين عن حمل واراد انوار يتيمين هجما صولات العظمة فانهزموا عن سطوات عزته ورجوعهم الى المحدثات اى اصبروا على المشاهدة امثالكم حتى لا تجذب قلوبكم انوار سلطان المحيطة لوجودكم جميعا كيلا تحترقوا فيها وايضا اصبروا على الهتكم حين دفعكم عن شهودها قهر جبروت الازل التى تصدر من كل ذرة من العرش الى التى فان الصبر مع الحدث ممكن ومع القدم لا يمكن وهذا داب ضعفاء المريدين فى مشاهدة جلال الحق يفرون منه من عظم سطوات قدوسيته الى مقامات العبودية وهذا من غلبة سفقتهم على نفوسهم حتى لا يفنوا فى انوار الكبرياء ويشتغلون منه بالوسائل مثل رؤية المستحسنات من الكونين وهذا علة طارية على الجمهور من السالكين قال بعضهم هذا توبيخ لمن ترك الصبر من المؤمنين على دينهم.