التفاسير

< >
عرض

إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
٨٧

عرائس البيان في حقائق القرآن

اى القرأن صفته الازلية يذكر للعالمين شمايل جماله وجلاله ويظهر كنوز اسراره وانوار ذاته وصفاته لمن له فهم عقل ومعرفة قال ابن عطا يطرد به عند الغفلة ليعتبر به المعتبرون وقال عبد العزيز المكى فى قوله انظرنى الى يوم يبعثون لم يعلم المسكين باى سهم رمى وباى سيف قتل وباى رمح طعن وباى نار احرق وفى اى جُب والقى ولو علم ذلك لما قال رب فانظرنى الى يوم يبعثون بل مات ترحا وحزنا وتفتت كأبة وغما ولكنه سُتر عليه ما عومل به حتى لم يجد من ذلك الما وما احسَّ منه وجحا فلم يبال بما قيل له حتى قال القلبة مبالاته رب فانظرنى الى يوم يبعثون قال فانك من النظرين الى يوم الذلة والتخيب وما وقع لى هاهنا نكتة انه كان فى الازل ذائقا طعم بعض الوصال فى عالم اللطفيات ولم يكن مع الخبر من عالم القهريات شيئا فلما وصال اليه بطش قهر الجبروت سانتظر حتى يخوض فى بحار قهره كما غاص فى بحار لطفه لكى لا يدركه فيض سعة رحمته ليستوفى سريات القهريات كاستيفائه شربات اللطفيات حتى يكون من كلا الجانبين على حظ وافر من علومه وربوبيته وغلط المعلون لو وافق الامر لوجد معافى الصفات والذات والقهريات واللطفيات على صورة الانس والراحة كالانبياء والاولياء والملائكة المقربين.