التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ
١١
وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ
١٢
-الزمر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } بين الله سبحانه مراتب حبيبه صلى الله عليه وسلم فى منازل التوحيد والعبودية ههنا فاذا لم يكن غيره فى محل موازاة الازل توجه اليه خطاب الحقيقة فى امر العبودية وعرفان الربوبية فاخلاصه فى العبودية خروجه من رسم الحدثان فى مشاهدة الرحمن وبين سبحانه فى امره اياه بقوله { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } اى حين تظهر طوارقات انوار ازليته وسنا جلال احديته هو اوّل من يقبل اليها بنعت قبول حقائقها ومعرفة اجلالها وجلالها بنعت الانقياد فى معارك عساكر سلطانها والفناء عن اوصاف الحدوثية فى ملكوتها وجبروتها هذا شوق الاخلاص والاسلام من يشترى حلاوة وجه المحبوب ببذل وجوده من العرش الى الثرى فالكل مخاطبون بخطابه فمن يرغبان يفنى فى هذه المقامات السنية حتى يبقى ببقاء الحق قال الجنيد الاخلاص اصل كل عمل وهو مربوط باوائل الاعمال ومنوط باواخر الاعمال ومضمر فى كل الاقوال وهو افراد الله بالعمل وقال ايضا امر جميع الخلق بالعبادة والتعبد امر النبى صلى الله عليه وسلم بالاخلاص فى العبادة علم الحق تعالى ان احد لا يطيق تمام مقام الاخلاص سواه فخاطبة به.