التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
٤٥
-الزمر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } صورة الاية وقعت على المجاهدين والمنكرين الذين ليس فى سجيتهم الا متابعة الاشكال والامثال من حيث التشبيه والخيال لان قلوبهم خلقت على مشاكلة الاضداد والانداد وقبولها ولم يكن فى قلوبهم سجية طباع اهل المعرفة بالله فاذا سمعوا ذكر من لا يدخل فى الخيال والمثال انقضت قلوبهم وصدورهم ونفرت عقولهم عن الاستقام فى الاقبال الى الموجود الواحد بالوحدانية القديم بالازلية الباقى بالابدية المنزه عن ادراك الخليقة فاذا سمعوا ذكر غير الله من الصور والاشباح سكنت نفوسهم اليها من غاية غباوتهم وكمال جهالتهم وهو مثل الصبيان اذ هم يفرحون بالافراس الطينية والاسود الخشبية ولا يطيقون ان ينظروا الى اعدو العاديات وان ينظروا الى صواغم الباديات ومعنى الأية يقع على ضعفاء المريدين الذين طابوا برؤية الالتباس فى مقام المحبة فاذا بدا ياء من انوار سطوات عظمته جل جلاله لقلوبهم فنيت قلوبهم وطاشت عقولهم واضمحلت ارواحهم فاذا خرجوا من تلك البحار ورأوا انوار الصفات فى الأيات يستبشرون بقوة الوسائط فى -----الصفات قال سهل حجدت تلك القلوب واهب الله عندها قال ابو عثمان كل قلب لا يعرف الله فانه لا يانس بذكره ولا يسكن اليه ولا يفرح به الا ترى يقول واذا ذكر الله الأية.