التفاسير

< >
عرض

أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ
٥٦
-الزمر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ } بين الله سبحانه ان من لم يرجع اليه بنعت الشوق والمحبة واشتغل لجظوظ نفسه ووافق طبعه ايام الفترة تاسف على ذلك وعلما قصر فى فناء نفسه لله وفى الله فى وقت كسوف الاعظم وايضا اى اطلبوا الحق بالحق حتى تعرفوا انكم لا تعرفونه بالحقيقة وانظروا اليه بعينه لتعلموا ان الحادث لا يدرك القديم ولا تغتروا بصفاء اوقاتكم وطيب مواجيدكم فانه اعز واعظم من ان يكون لاحد من اهل الحدثان انما هو لنفسه لا للغير ولا لاحد اليه سبيل لدرك وحقائق نعوته الازلية فان لم تكونوا كذلك كثيرا تقولون وقت كشف جماله وجلاله واحسرتى على ما فرطت فى جنب الله مما ترون من عزة كبريائه التى تقدست من ان يلحقه احد بنعت المعرفة الحقيقة قال سهل من ترك المراعاة لحق الله وملازمة خدمته اشتغل بعاجل الدنيا ولذة الهوى ومتابعة النفس وضيع فى جنب الله اى فى ذاته من القصد اليه والاعتماد عليه وقال فارس يقول الله من هرب منى احرقته اى من هرب منى الى نفسه احرقته بالتاسف على قوتى اذا شاهد غدا مقامات ارباب معارفى يدل عليه قوله يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله وهذا لا يقوله الا محترق وقال الجنيد فى قوله وانيبوا الى ربكم انقطعوا عن الكل بالكلية فما يرجع الينا بالحقيقة احد وللغير اليه اترو للاكوان على سره خطر ومن كان لنا كان حرا مما سوانا.