التفاسير

< >
عرض

وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
٧٤
-الزمر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } هذا حمد بعد الوصول وثناء عليه بعد مشاهدة وصاله من فرح وجدان مواعده الجليات ومواهبة السنية حمدوه بعد ما وجدوه بالسنة ربانية ملتبسة بنور مدحه استعار والسان المدح من الحق فاثنوا به على الحق الا كيف يحمدونه بالسنة حدثية معلولة قاصرة عاجزة قال ابن عطا ان العبيد اذا شاهدوا فى المشهد الا على أثار الفضل وما انعم عليهم من فنون النعم التى لم تكن يبلغونها باعمالهم قالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده بفضله من غير استحقاق منا لذلك بل فضلا وجود او كرما وقال جعفر الصّادق هو حمد العارفين الذين استقروا فى دار القرار مع الله وقوله الحمد لله الذى ذهب عنا الحزن حمد الواصلين وقال ايضا نظروا فى الدنيا من الله الى الله والى موعوده واثقين الله ساكنين الى ما اعد الله لهم قال سهل منهم من حمد الله على تصديق وعده ومنهم من حمده لانه يستوجب الحمد فى كل الاحوال لما عرف من نعمه ما لا يعرفه.