التفاسير

< >
عرض

وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
١١٣
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } اى انزل عليك الكتاب اشهدا على ما كوشف لك قل نزول الكتاب من احكام المشاهدة والمعرفة وما استاثرك من علوم الغيبة لتثبيت فوادك بما وجدت منا قبل نزول الكتاب كقوله نص عليك من ابناء الرسل ما نتبت به فؤادك والحكمة احكام الطريقة واداب اقربة ونوادر علوم الالهية وعلمك ما لم تكن تعلم اى علوم عواقب الخلق وعلم ما كان وما سيكون { وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً } بمسابقتك على الانبياء بشكف جمالى وروية ذاتى وصفاتى ودنوك مى حيث قلت دنا فتدلى فكان قاب قوسين اودنى وعنى بالفضل العظيم استغراقه فى بحار قدمه وبقاءه بنعت المعارف والكواشف قال الجنيد فى قوله علمك ما لم تكن تعلم عرفك قدر نفسك قال سهل العلماء ثلثة عالم لا عالم بامرا لله ولا بايام الله وهم المؤمنين وعالم بالله عالم بامر الله لا عالم بايام الله وهم العلماء وعالم بامر الله وعالم بايام الله فهم النبيون والصديقون وقيل علمتك من مكنون اسرار ما لم تكن تعلمه الا بى قال الواسطى فى قوله وكان فضل الله عليك عظيما انما عظمه بالمباشرة فاحتمل الذات بعدما احتمل الصفات وموسى احتمل الصفات ولم يحتمل الذات قال بعضهم وفضلت فى الازل بفضائل وقد تعثر فى المشاهدة العثرة كما قال عفا الله عنك فتاعبت ثم ترد الى الفضل الذى جرى لك فى الازل قيل فى قوله علمك ما لم تكن تعلم من علور رتبتك على الكافة.