التفاسير

< >
عرض

لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
١٢٣
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ } حقيقة هذه الاية قطع اسباب الحدث عن جناب القدم وافراد الازل عن الحوادث وان الخليقة للعبودية لا للربوبية اى ما دام انتم فى رق العبودية يجازيكم باعمالكم ليس كما يجرى على خواطر الاولياء ان ما دام بينى وبينهم نسبة المحبة اجازيهم وباشتغالهم يغيرى ولا احاسبهم بالعثرات والزلات فانى منزه عن ان يدركنى احد بنعت ----- على فحقوقى قائمة على عبادى ابدا وهذا معنى قوله ليس بامانيكم الاية لانه وان كان عزيزا على لم يخرج من رق العبودية وانا اجازيه بالسيئة بعد ان وقعته فيها تربية لا حرمانا واذا مال خاطر العبد العارف الى مراد نفسانى فذلك الخاطر فى حساب المعرفة سوء فيجازيه باستعماله وهذا اشارة قوله من يعمل سؤ يجزيه فذلك سؤ جزاء سوء الخاطر امتحانه لتربيته ومن لم يعرفه فوجده كله سوء فمن عرفه غيره فالكل قد وقفوا فيه العالم والجاهل فى مدارك عرفانه فى عين النكرة والنركرة لا يتناهى والعبد فى جميع الانفاس فى جزاء النكرة بعد النكرة وهذا معنى قول النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال لو ان الله تعالى عذب جميع الملائكة لكان حقا له قيل انهم معصومون قال من قلة معرفتهم بربهم وهذا الامتحان فى دار الدنيا لتقديس اسرارهم عما دون الله وتخفيق مطايا قلوبهم عن غبرا الاوزار فى تلك المراء التى هى مجال الانس ومحافل الطرب حيث هرب الهرب.