التفاسير

< >
عرض

وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً
١٢٩
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ } العدل صفة الحق فمن اتصف بصفته يكون عادلا فى جميع الاحيان لكن ما كان العدل مستعارا فى التخلق يرجع الى معدنه عند الامتحان ولذلك قال تعالى ولن تستطعيوا ان تعدلوا وههنا جدران ينصرف العدل الى معدنه لان ميادن الاروح والاشباح بعضها بعضا علة الفطرة وحب النساء من احكام العشق الروحانى وطلبا لمعدن حسن الازل فيكف يكون الاستطاعة من النفس بالعدل ينهن والروح فى طلب زيادة الحسن ابدا ولذلك قوله تعالى { وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ } اى ازموا النفوس بازمة المجاهدةوالرياضة والمراقبة عند امتناعها من الخضوع عند امر خالقها قال الشيخ ابو عبد الرحمن السلمى فى قوله ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء فكيف يستطيعون العدل بينكم وبين الحق وليس من العدل ان تحب ما يشغلك عن حبيبك وليس من العدل ان تفتر عن طاعة من لا يفتر عن ترك وقال الواسطى فى قوله فلا تمليوا كل الميل الجوارح تبع القلب لانه امير امرك ان تخالفه اذا خالف الحق.