التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٣
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } حسم الله سبحانه ابواب حكمته فى امر فرائضه فى كميتها وكيفيتها على الخليقة لوضع رقابهم على باب الربوبية عجز او تواضعا فى عظمته وكبريائه واستاثر نفسه بعلم ذلك لئلا تجاوز حدود احد من خلقه ولكل صادر وارد معارفه وكواشفه حد يمنعه من مطالعة صمدية واحديته وحدود الله برزخ بين بحر الحدث وبحر القدم لا ختلطان لان القدم منزه عن مباشرة الحدثان قال محمد بن الفضل حدود الله اوامره ونواهيه فمن تخطاها فقد ضل فى سبيل الرشد قيل تلك حدود الله الا الاظهار من الاحوال المريدين على حسب طاقتهم لها فان التعدى فيها يهلكهم وقال ابو عثمان ما هلك امرء لزم حده ولم يتعد طوره وقال بعض البغداديين العبد ينقلب فى جميع الاوقات على الحدود دخل فى هتك الحرمات قال الله تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها لان المرتع الى جانب الحمى ربما يخالط الحمى.