التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِٱللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً
١٣٦
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } هذا بلسان الحقيقة خاطب المريدين الذين أمنوا بالمقامات والكرامات والمكاشفات والمشاهدات فى بدور الارادة مطلقا بغير المباشرة فاذا وقعوا فى مسالك الحقائق راؤ احام الغيب وسمعوا صاوات الالهام من هواتف الملكوت واضرطروا عند معارضة النفوس ايها المدعون فى بدايتكم بالايمان على حقائق الطريقة اثبتوا بنعت الايقان فى محل الامتحان عند كشوف اسرار الغيب وايقنوا ان ما سمعتم من خطاب الاسرا فهو كلامى على لسان تلك الهواتف وايضا هذا خطاب الا كابر اى ايها العارفون اعرفونى فان ما وصلكم من معرفتى فهو يؤولكم الى النكرة ومن ظن منكم انه بلغ الى حقيقة المعرفة اخطا الطريق فانى ممتنع بعزتى وجلالى عن مطالعة الخليقة وجود قدمى وارجعوا من تفردكم عند افراد كم القدم عن الحدوث الى الوسائط يعنى الايمان بالرسول فانه حادث يكون محل الحوادث وساحة الكبرياء منزه عن الايمان والكفر سئل فارس ما معنى هذه الاية وليس فى ظاهرها التجريد قال التجريد انما يقع بلسان السر من جهة هواتف --ومعنى الأية أمنوا بالله وقوله برسوله يريد تكرار الايمان وقيل اى ايها المدعون تجريد الايما بى من غير واسطة لا سبيل لكم الى الوصول الى عين التجريد الا بقبول الوسائط قال الاستاد يا أيها الذين امنوا باستعمال ادلة العقول أمنوا اذا اتحتم بعفوه الوصول و استمكن منكم حيرة البديهة وغليات الذهول ثم افقتم عن تلك الغيبة فاموا ان الذى كان غالبا عليكم كان شاهدا الحق لا حقيقة الذات فان الصمدية ممتنعة مقدسة عن كل قريب وبعد وصل وفصل.