التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً
١٤٦
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بين ان من خالف الطريق وظهر منه الخيانة لو يصل الا مقام الاول الا بالعبور على هذه الشرائط المخصوصة منها التوبة وهى الخروج من النفس والهوى والرجوع الى الله بمراد الله والاصلاح وهو الاصح السريرة بنعت تقديسها عن النظر الى غير الله والاعتصام بالله الا لتجاءه اليه فى جريان القضاء والقدر عليه الاخلاص فى الدين تجريد الاسرار عن النظر الى الاغيرا فاذا غير على هذه القناطر فتكون فى السلوك مع العارفين ولكن لم يكن معهم فى مشاهدة رب العالمين لان صحبة المخالف لم يكن مستعدة لما نال اهل المعارف والكواشف وبيان ذلك قوله تعالى فأولئك مع المؤمنين وما قال من المؤمنين اى ليس هؤلاء منهم وان اجتهد وافى الطريق لان الجاهدوا ان اشتد جهده لم يكن عارفا لان المعرفة موهبة الازلية وهبها الواهب لمحبيه بغير علة وهذا اخبار عن قوم محرومين من الوصول الى هذه المقامات وظهر فى نحوى الخطاب ان هذا الخبر منهم انهم لم يفعلوا ذلك قال ابن عطا اولئك مع المؤمنين ولم يقل من المؤمنين ليعلم ان الاجتهادات لا توثر فى سبق الازل قال ابو عثمان التوبة الرجوع من ابواب الخلاف الى ابواب الايتلاف وقال محمد بن الفضل الاعتصام هو التشبب بالسنة وطرق السلف وقال سهل تابوا من التوبة.