التفاسير

< >
عرض

لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً
١٧٢
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } اذا اتصف باوصاف الحق حين بزت ا انوار هاله وباشرت اسرار لطائفها قلبه وروحه وعقله وامتلا من سنا الالوهية اسراره حين انعقد عقد وجوده كاد الحال ان يسلبه من رؤية العبودية فادركه تائيد الحق حتى راى الحدث محوا فى القدم فلم يدع الربوبية ونطق فى المهد بالعبودية بقوله انى عبد الله لم يكن كابن الحلاج رحمة الله عليه خيرا ادعى بالانانية من سكر العشق والمحبة وفنائه فى الازلية واتصافه بالابدية لانه كان فى منزل التلوين بل حاله كان كمال سيد البشر صلاة الله عليه حين عائن الحق بلاحق فخرج من بحار الذات بنعت الاتصاف بالصفات وراى اضمحلال الحدثان فى جمال الرحمن فنطق بالعبودية وقال انا العبد لا اله الا الله وهكذا اهل القدس فى الملكوت تلاشوا فى سبحات عزته وقالوا ما عبدناك حق عبادتك وما عرفناك حق معرفتك وكيف لا يكون ذلك وقهر الجبروت استولى على كل ذرة من العرش الى الثى وجرها بازمة العظمة والكبرياء فى تراب ساحات عزته راغمة فى جناب جبروته والالفة من عبادة صانعها مستجبلة لان كونها وتكوينها مخص عبادته لانها تكون بداعية القدم من العدم خص ذكر عيسى الملائكة لانهما موضع اشارة الكفرة نسبتهم الى الالوهية ذكر عيسى بالاول واتم ذكر الملائكة بين ظاهر الأية تخصيص الملائكة على عيسى والمراد من ذلك انهم سماويون نجباء الحضرة واشباح القدرة لانهم افضل من عيسى واشار بوفق رسوم خواطر الكفرة والا كيف يكون هم افضل من الانبياء والانبياء جلاليون قدسيون والملائكة روحانيون ملكوتين قبل لا يانف احد من القيام بالعبودية فكيف يانف منه وبه يتقرب الى مولاه وقيل كيف يانف احد من عبودية من يظهر على العبيد اثار صنائع الربوبية كما اظهر على عيسى من احياء الموتى وغيره.