التفاسير

< >
عرض

ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً
٣٤
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ فَٱلصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ } فالصالحات العارفات بالله بحقوق الله وبامر الله وبعفوا الله وبعقوبة بما وجب عليهن من حققو ازواجهن فى حسن معاشرتهن معهم والنصيحة فى امرهم والقانتات قائمات على باب الله بخلوص نيتهن عن عبوديته العيب وانوار القرب حتى لا يطلع عليهن احد حياء من الله وسترا على حالهم لئلا يخرجن من حدة الوجد وصفاء الرد ومتابعة قول الله سبحانه بما امرهن قال وقرن فى بيوتكن ولما رق زجاجات قلوبهن بنيران الخوف ونور الرجاء ولطف لمراقبة وسنا الشهود ورقة الملازمة فى البيوت وشهوقهن الى عالم الأخرة علم النبى صلى الله عليه وسلم ذلك منهن وامر الحادى بالسكوت عن انشاد الشعر فقال يا فلان اياك والقواري لا يكون ذلك لا بما حفظهن اله من الغلبات والخروج من الحجرات فتولى حفظهن بنفسه يعنى حفظهن انفسهن بحفطى ايهن كما خبر من لطفه تعالى على امر موسى عند غلبات شوقها الى موسى فقال ان كادت لتبدى به لولا ان ربطنا على قلبها وايضا حافظات للغيب اى ما راين من ازواجهن من الكرامات واسرار الله التى انكشفت لهم فلا يقلن عند احد وايضا بما راين من فقرهم ومجاهدتهم وعبادتهم لئى يفتنوا برياء والخلق ولا تقعن فى الشكاية عنهم وايضا حافظات لفروجهن وعوراتهن من خوف الله فان خوف الله يمنعهن من هتك الاستار قال بعضهم بحفظ الله لهن صرف حافظفات للغيب ولو كلهن الى انفسهن لهتك ستورهن { فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً } اختلف طينة الاشباح فى التدانى والتباعد وهكذا جوهر الارواح وقت ايجادها فوقعت بينها منازعة لتفاوت الاخلاق والحالات والمقامات قال عليه السلام الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تشارك منها اختلف من هناك وقعت النشور والخلاف بين الازواج لتفاوت السجيات فاذا جعل بالممارسة والمجاهدة والرياضة صوره طاعة طاعة الرجال فلا ينبغى ان يطلبوا منهن مرافقة الطباع ومجانسة الاشباح والارواح فان ذلك منازع القدر وهذا معنى قوله فلا تبغوا عليهن سبيلا الا تكلفوهن بما لا يكون لهن من تبديل الخلق قال تعالى لا تبديل الخلق الله وقيل لا يبتغوا فيهن المحبة وخواص الينة معكم فان قلوبهن بيدا الله ولذلك قال عليه السلام اللهم هذا قسمى فيما املك ولا تواخذنى بما تملك والا املك.