التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً
٦٤
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } اخبر الله سبحانه عن قوم نقضوا حظ انفسهم منه ياشتغالهم بحظ انفسهم من الكون وعن مرارة قلوبهم بمر البعد ويخرجون من ظلماتها وحجابها الى انوار رؤية النبى صلى الله عليه وسلم يبصرون فى وجهه طلعة جلالى وجمالى فيخرجون فى رؤيته عن اشتغالهم بالكون فيجعون من انفسهم بنعت الخجل واحياء الى ساحة كرمه ويقفون على باب عظمته مرهونين باستغفار النبى صلى الله عليه وسلم لان عليهم بقايا الذنوب من ترك الحرمة فى ديوان النبوة التى لا ترفع عنهم الا بشافاعته عليه السم فاذا كانوا كذلك يحدون الله بننعت الاقبال عليهم وقبولهم وارشادهم بنفسه الى نفسه قال ابن عطا فى هذه الاية اى لو جعلوك الوسلة الى لوصلوا الى قوله تعالى { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } بين الله سبحانه انه عليه السلام سبب ايمان الكل والايمان به يكون عجل الايمان بالله وقد اشار ههنا الى مقام الاتحاد وعين الجمع وقاسم الاية بنفسه تعالى على ذلك علاما بان الحبيب المحبوب واحد فى المحبة وبين ان حقائق الحكم ودقائق الدين لا يظهر الا عنده لانه لبيان بيان الحق فى العالم ونفى الحكم عن غيره من الجبت والطاغوت الذين قروا الكتب ولم يظفرو بحقائقها وصرح فى بيان الاية ان من اسلم وسلم الحكم اليه لم يبلغ حقائق الايمان هو اليقين وهذا معنى قوله تعالى { ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } قال ابو حفص رضى الله تعالى من عباده لنفسه بظاهر القول ولم يرض لنبيه صلى الله عليه وسلم الا باخلاص القلب والرضا بتحكمه ساء امر سر ومن لم يكن للنبى صلى الله عليه وسلم مستقيما ظاهر وباطنا وسرا وعلنا وحقيقة ورسما كان بعيدا من حقيقة الاسلام مراتب المسلمين قال عبد العزيز المكى قسم الحبيب للحبيب بالحبيب انهم لا يؤمنون حتى يحكموك فيالها من شرف وبالها من كرامة حارث فنه اوهام الخلائق وجعل نفسه لنفسه وجعل الرضا بحكمه كالرضا بحكمه ما وجب على خلق الرضا والتسليم بحكم نبيه عليه السلام كما اوجب عليهم الرضا والتسليم بحكمه فهكذا اانسان المتحابين وقال بعضهم فى هذه الاية اظهر الحق على حبيبه خلعة من خلع الربوبية فجعل الرضا بحكمه ساء ام سر سببا الايمان المؤمنين كما جعل الرضا بضائه لا يقان الموقنين فاسقط عنه اسم الواسطى لانه متصف وصاف الحق متخلق باخلاقه الا ترى كيف قال حسان فذوا العرض محمود وهذا محمد وقال الاستاد سيد الطريق الى نفسه على الكافة الا بعد الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فمن لم يمش تحت رايته فليس من الله فى نفس ثم جعل من شرط الايمان زوال المعارضة بالكلية بقوله ثم لا يجدوا فى انفهسم حرجا مما قضيت فلا بد لك من ملقى انها لك لوجه ضاحك.