التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً
٦٦
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ } شكى الله سبحانه عن احبائه بهذه الاية وتصيرهم من بذل نفوسهم لرضائه اعلاما منه للمحبين انهم لن تصلوا اليه الا باشر مراده على مرادهم وهذه الشكاية لا تكون من محل ايمانهم لانهم بحمد الله على الصدق والاخلاص والايمان واليقين وصلوا اليه لكن اخبر عن معارضة نفوسهم عند نزول البسا الا الاقوياء والمستقيمين فى المحبة بقوله الا قليل منهم لم اخبران قتلهم النفوس بالرياضات والمجاهدات والهجر من الخطايا والذنوب وخير ان السؤ من امارات محبة الله وقال محمد بن الفضل اقتلوا انفسكم بمخالفة اهل التوفيق والولايات الصادقة وقرن سبحانه هام المجاهدة بمقام المشاهدة وبين ان مر قصر فى واجب حقوقه لم يبلغ الى معالى الدرجات وذلك قوله تعالى { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } اى بقاؤهم فى مشاهدة الله خير من بقائهم فى الدنيا مع نفوسهم ورهن الوصل بقتل النفوس بقوله ولو انهم فعلوا وزاد الوضوح بالاية الثانية فى شرح ما ذكرنا.