التفاسير

< >
عرض

أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً
٨٢
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ } القرأن صفات القدم وهو موصوف به لان كلامه الازلى والقرأن صفة خاصة ذاتية من جملة صفاته وهو واحد من جميع الصفات لكنه مجمع الصفات كلها فيه الاسماء والنعوت وخبر الصفات واعلام تقديس الذات وهو قائم بذات الله بغير علة الاصوات والحركات والحروف ولو وقع للخلق التفكر والتدبير فيه بنعت المشاهدة والشكف لعلموا انه خارج من صفة الحواديث لانه نعت الازلية ووقعوا فى بحار اسراره وفنوا فى انوره وخرجوا منها جواهر حكم القدمية ورموز السرمدية وحقائق الابدية التى هو خبر جلال الذات وعيون الصفات واسرار الافعال من العرش الى الثرى صفته تجلى فى حروف الوحدانية وتجلى حروف الوحدانية فى حروف القرأن وكل حرف مملو من بحار نكت الالهية من وقف على اسرارها يدهش فى تجلاها ويعرف انها خرجمن من القدم وانها ليست من اوصفا اهل العدم لان وصف الهل منزه عن الخلل والاتضاد والخلاف واوصاف الخلق متضادة متباينة متغيرة وذلك المعنى موجود فيما بقى من الاية قوله تعالى { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً } كلهم مرضى فى دار الدنيا يحتاجون الى مفرج القرأن ولو تدبروا الوجد وكل حرف منه شفاء لعلة فاذا وصل دواؤه داء الخليقة يذهب الامة ويبقى شفاء القرأن ويكون صحيحا بجماله غير سقيم باحتجابه قال تعالى وننزل من القرأن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وفى ابناء استفهامه شكاية عن العباد اى افلا تاتون طلاب عرئس جمال الازل الى حجاب القرأن لان فى تحت كل حرف حجلة من نور البهاء وفيها عروس من عرائس جمال الازل يتلوا بلسان السر بنعت الترنم حقائق خطاب الحق قال بعضهم لا يتعظون بكرم مواعظه ويتبعون محاسن وامره قال ابو عثمان المغربى تدبرك فى الخلق تدبر عبرة وتدبرك فى نفسك تدبر موعظة وتدبرك فى القرأن تدبر حقيقة ومكاشفة قال الله تعالى افلا يتدبرون القرأن جراك به على تلاوة خطابه ولولا ذلك لكلت الالسن عن تلاوته قال السرى افهم الناس من فهم اسرار القرأن وتدبر فيه وقال سهل تدبر القرأن تفهمه ولا يكون التدبر فيه الا لمن عرف المقاصد فيه ونطق بمعى الحق.