التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً
٨٣
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } اعلم الحق سبحانه وتعالى ان المتكفلين برسوم العلم يظهرون من انفهسم بالزى والمقالة الظاهرة انهم بلغوا مقام الربانين والذين مخاطبون من الله باسرار القرأن المكاشفون بانوع عجائبه ولطف حقائقه حين تعرضوا بالارواح الربانية والاسرار القدوسية والملكوت ليسمعوا منهم حقائق مفهوم الخطاب وينحوا من مهالك ارائهم الباطلة قال ابن عطا لو اخذوا طريق السنة وطرق الا كابر فى ارادتهم لا وصلهم ذلك الى المقامات الجليلة من مقامات الايمان التى هى محل الاستنباط وطرق المكاشفات قال الحسين استنباط القرأن على مقدار تقوى العبد فى ظاهره وباطنه وتمام معرفته وهو اجل مقامات الايمان قال ابو سعيد الخراز ان لله بعاد يدخل عليهم الخلل ولولا ذلك تفسدوا وتعطلوا وذلك انهم بلغوا من العلم غاية صاروا الى علم المجهول الذى لم ينصره كتاب ولا جاء به خير لكنم العقلاء العارفون تحتجبون له من الكتاب والسنة بحسن استنباطهم ومعرفتهم قال الله تعالى لعلمه الذين يستنبطونه منهم قوله تعالى { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } فضل الله معرفته ورحمته حفظه وكلايته عبده من متابعة الشيطان وهذا عام فى المريدين خاص فى العارفين والفضل والرحمة منه للعموم ومحبته للخصوص الذين هم المستثنون بقوله الا قليلا قال ابن عطا لولا فضله عليكم فى قبلو طاعاتكم لحسرتم ما ضمن لكم فى اخرتكم لكن برحمته بخلكم من حسراتكم وتفضل عليكم بما نجاكم وقال الاستاد لولا فضل الله مع اوليائه لها موافى كل واد من التفرقة كاسكانهم فى الوقت.