التفاسير

< >
عرض

وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً
٩
-النساء

عرائس البيان في حقائق القرآن

ندب الله سبحانه عباده عند مفارقتهم الدنيا الى ان يوصوا اولادهم بتقوى الله وتوحيده وتحببهم له وحثهم بالشوق الى لقائه والقول المعروف وصف الله وذكر افضاله وانعامه بتقوى الله فى ذلك ان يداهنوهم فيما يروا منهم من الميل الى غير الله وان يعطيهم تقويهم بالميراث فاذا كانوا متفقين فان الله خلقهم فى اولادهم وهكذا شان المشائخ عند مفارقتهم من المريدين الى دار الاخرة حتى لايخففوا عنهم اسرار المقامات والحالات ويكلوهم الى الله بعزائم التوكل وتحقيق اليقين فانه لا سبيل الشيطان اليهم بعدهم قيل استعينوا على كثرة العيال وقلة ذات اليد بالتقوى فانه الذى يجبر الكسير ويغنى الفقير وقال جعفر بن محمد الصدق والتقوى يزيدان فى الرزق ويوسعان المعيشية قال الله تعالى فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا وقال الاستاد فى هذه الأية ان الذى ينبغى للمسلم ان يدخر لعياله التقوى الصلاح لا المال لانه لم يقل فليجمعوا المال وليكثروا لهم العقار والاسباب ويخلفوا العقل والاثاث بل قال فليتقوا الله فانه يتولى الصالحين وقد وقع لى قول أخر وهو ان المرء يطلب فى طول عمره الاموال الكثيرة ويذخرها لاولاده حتى يموت وهم يعيشون بها فان اله سبحانه علم نيته انه يكل اولاده الى المال والميراث فحذره من ذلك وامره بتقوى الله فان نيته فى ذلك منازعة قدره فان الله تعالى يفعل بهم ما يشاء من تيوكل على الله فهو حسبه وهو خلفه بعده.